جورجيا: جنة القوقاز الخضراء.. 5 وجهات حصرية لإجازة عائلية لا تُنسى
اكتشف سحر الطبيعة الأوروبية، من قمم الجبال الثلجية إلى سواحل البحر الأسود، في وجهة مثالية تجمع بين راحة البال والذكريات العائلية.
عندما يشتد وهج الصيف، تبدأ العائلة بالبحث عن ملاذٍ يمنحها البرودة والسكينة، بساطٍ أخضر يمتد على مد النظر، وأجواءٍ أوروبية الطابع لا تتطلب ساعات طيران طويلة. هنا، تبرز جورجيا كوجهة استثنائية، فهي “الملاذ الأخضر” القريب الذي يفتح ذراعيه للعائلات القادمة من منطقة الخليج، مقدماً لها تجربة سياحية فريدة تجمع بين فخامة الاستقبال، أمان العائلة، والترفيه النظيف.
تتميز جورجيا بتضاريسها المدهشة التي ترضي جميع الأذواق؛ فسواء كنتم تبحثون عن “الخضار في فصل الصيف” أو البياض الناصع لـ “الثلوج في فصل الشتاء” ، فإنها تقدم لكم لوحة طبيعية متكاملة. إنها وجهة مصممة “للعوائل” ، حيث الخصوصية وراحة البال والأنشطة المناسبة لجميع الأعمار هي العناوين الأبرز لإقامتكم.
في هذا الدليل الحصري، نأخذكم في رحلة عبر خمس “درر” مكنونة في عقد القوقاز، كل واحدة منها تعد بتجربة فريدة صُممت خصيصاً لراحتكم وذكرياتكم العائلية التي لا تُقدر بثمن.
أولاً: تبليسي – قلب جورجيا النابض بالتاريخ والترفيه العائلي
تبليسي ليست مجرد محطة وصول، بل هي العاصمة التي تضج بالحياة وتروي قصص التاريخ عند كل زاوية. إنها مدينة تجمع ببراعة بين عبق الماضي وحيوية الحاضر ، وتقدم للعائلة مزيجاً متناغماً من الثقافة، الترفيه، والاسترخاء.
سيمفونية معمارية على ضفاف النهر
لا تكتمل زيارة تبليسي دون جولة عائلية في “أزقة البلدة القديمة الساحرة” (Old Tbilisi). هي تجربة تعود بكم عبر الزمن، حيث تسيرون على شوارع مرصوفة بالحصى الملون ، وتحيط بكم المنازل ذات “الشرفات الخشبية الملونة والمنقوشة” التي تروي قصصاً من عهود مضت. وفي قلب هذا النسيج التاريخي، يبرز “جسر السلام الزجاجي” كتحفة معمارية حديثة، يمثل تصميمه المتموج رمزاً للعبور من الماضي إلى المستقبل، وهو المكان المثالي لالتقاط صور عائلية لا تُنسى عند الغروب، مع إطلالة ساحرة على نهر كورا المتلألئ.
إطلالة العاصمة البانورامية
لعل أروع تجربة في تبليسي تبدأ من حديقة “ريك بارك” (Rike Park) ، وهي مساحة خضراء عصرية على ضفة النهر تضم نوافير ومناطق لعب للأطفال. من هذه الحديقة، ينطلق بكم “التلفريك” في رحلة قصيرة ولكنها تخطف الأنفاس، حيث تطفو مقصورتكم فوق أسطح المنازل القديمة والنهر، لتصل بكم إلى قمة “قلعة ناريكالا” (Narikala Fortress).
منذ القرن الرابع، وهذه القلعة هي الحارس الأمين للمدينة. ومن على أسوارها، ستستمتعون بـ “إطلالة ساحرة وبانورامية” تشمل المدينة القديمة بأكملها، نهر كورا، والجبال المحيطة. إنها “المكان المثالي لمشاهدة غروب الشمس” وهو يغمر العاصمة بضوء ذهبي دافئ.
قمة الترفيه العائلي: حديقة متاتسميندا
على ارتفاع 770 متراً فوق المدينة ، تتربع “حديقة متاتسميندا” (Mtatsminda Park) كمدينة ترفيهية متكاملة على قمة الجبل. الوصول إليها بحد ذاته مغامرة ممتعة عبر “القطار الجبلي المائل” (Funicular) الذي يشق طريقه صعوداً وسط الغابة.
فور وصولكم، ستجدون عالماً من المرح يناسب جميع أفراد العائلة؛ من “ألعاب ترفيهية متنوعة تناسب الأطفال والكبار” ، إلى “عجلة فيريس الضخمة” الشهيرة التي تكشف لكم المدينة من أعلى نقطة، بالإضافة إلى ألعاب مائية و”متحف الشمع”. كما تضم الحديقة مجموعة من المطاعم والمقاهي التي توفر “إطلالات رائعة على المدينة” ، مما يجعلها مكاناً مثالياً لجلسة عائلية هادئة بعد يوم حافل باللعب والمرح.
الاستجمام الصحي في حمامات الكبريت
للباحثين عن تجربة استرخاء صحي فريدة، تقدم منطقة “أبانوتوباني” (Abanotubani) في قلب البلدة القديمة “حمامات الكبريت” الشهيرة. هذه الحمامات، المشابهة في تصميمها “للحمام التركي” ، تستخدم مياهاً معدنية طبيعية ذات “خواص طبية” ، معروفة بفوائدها للبشرة والمساعدة على الاسترخاء. والأهم من ذلك، تتوفر “غرف خاصة للعائلات”، مما يوفر الخصوصية التامة التي تبحثون عنها للاستجمام وتجديد النشاط.
ثانياً: باتومي – لؤلؤة البحر الأسود الأنيقة
عندما تتوق العائلة إلى نسيم البحر المعتدل، تبرز “باتومي” كـ “الريفيرا الجورجية” المتألقة. إنها “لؤلؤة البحر الأسود” ، المدينة الساحلية الأنيقة التي تمزج ببراعة بين العمارة الحديثة المذهلة، والحدائق الغنّاء، والأجواء العائلية الراقية على شاطئ البحر الأسود.
الكورنيش العائلي الفاخر: باتومي بوليفارد
رئة باتومي الخضراء وقلبها النابض هو “باتومي بوليفارد” (Batumi Boulevard)، وهو “ممشى على الشاطئ يمتد لمسافة 7 كيلو متر” أو أكثر. هذا البوليفارد هو أكثر من مجرد كورنيش، إنه حديقة ساحلية متكاملة، مثالية لنزهة عائلية في أي وقت من اليوم.
يمكنكم التجول على طول الساحل والاستمتاع بـ “الطبيعة الجميلة” ، ومشاهدة “النوافير الراقصة” ، أو استئجار “دراجة هوائية أو سكوتر” لاستكشاف الممشى بالكامل عبر المسارات المخصصة. تنتشر على طول البوليفارد المقاهي والمطاعم التي تقدم جلسات هادئة ومطلة مباشرة على البحر، وهي مثالية لوجبة عائلية أو مشروب منعش يطفئ حرارة الظهيرة.
غابة عالمية على الساحل: الحديقة النباتية
تعتبر “الحديقة النباتية في باتومي” (Batumi Botanical Garden) واحدة من أروع تجاربكم في جورجيا، فهي “جنة خضراء على شاطئ البحر الأسود” وتُصنف كواحدة من “أجمل الحدائق النباتية في العالم”. تأسست هذه الحديقة المترامية الأطراف عام 1912 ، وتمتد على مساحة 108 هكتارات ، وتضم أكثر من 10,000 نوع من النباتات مجلوبة من كافة أنحاء العالم.
إنها ليست مجرد حديقة، بل “سفاري نباتي” عالمي؛ حيث يمكنكم التجول لساعات بين أقسامها المختلفة، من “الحديقة اليابانية” الهادئة، إلى غابات “أشجار البامبو” الكثيفة، مروراً بحدائق الورود الزاهية وأشجار النخيل الباسقة. هذه الحديقة تقدم للعائلة الباحثة عن “الخضرة” تجربة طبيعية غامرة تفوق متعة الشاطئ التقليدي، كل ذلك مع إطلالات بانورامية على البحر الأسود من أعلى التلال.
معالم باتومي الأيقونية: الفن في مواجهة البحر
تتميز باتومي بمعالم فنية حديثة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هويتها:
- تمثال علي ونينو (Ali and Nino): هذا المعلم الفني المتحرك هو الأكثر شهرة في باتومي. إنه ليس مجرد تمثال، بل هو “تمثالين معدنيين يلتقيان مع بعضهما البعض عند الساعة السابعة مساءً” في حركة رشيقة ترمز لقصة حب خالدة. ما يمنح هذا المعلم قرباً ثقافياً خاصاً هو قصته الرمزية، فهي “قصة حب حقيقية… لعاشقين هما علي المسلم ونينو الأميرة”. هذا البعد الثقافي الذي يجمع الشرق بالغرب، إلى جانب جمال التمثال “في الليل” ، يجعله محطة مسائية هادئة وفنية للعائلة.
- برج الحروف الأبجدية (Alphabet Tower): احتفاءً باللغة الجورجية الفريدة، يقف هذا البرج الأنيق الذي “يشبه في شكله الحمض النووي” (DNA). يمكن للعائلة الصعود إلى قمته للاستمتاع بـ “إطلالة بانورامية” كاملة على المدينة والساحل والبحر ، كما يضم مطعماً في الأعلى يوفر فرصة لجلسة عائلية مميزة فوق السحاب.
ثالثاً: جوداوري – شرفة القوقاز الشاهقة
للباحثين عن “سحر الجبال والقوقاز” ، فإن جوداوري هي الوجهة المطلقة. يقع هذا المنتجع على “جبال القوقاز الكبرى” ، على ارتفاع مهيب يبلغ 2200 متر فوق سطح البحر ، ويقدم تجربة جبلية أوروبية أصيلة.
رحلة في قلب اللوحات الطبيعية
الوصول إلى جوداوري، التي تبعد حوالي 120 كيلومتراً شمال تبليسي ، هو بحد ذاته تجربة سياحية لا تُنسى. فـ “الطريق العسكري الجورجي” (Georgian Military Highway) هو واحد من أجمل الطرق الجبلية في العالم. ستأخذكم الرحلة عبر وديان خضراء، قلاع قديمة، وأنهار متدفقة، حيث يتغير المشهد تدريجياً من التلال الخضراء المنخفضة إلى “القمم المهيبة” المغطاة بالثلوج.
البانوراما الأعظم: نصب الصداقة
المحطة الأهم على هذا الطريق هي “نصب الصداقة الروسي الجورجي” (Gudauri View Point). هذا “المعلم السياحي البديع” المغطى بالفسيفساء النابضة بالحياة ، يقع على حافة وادٍ سحيق، ويقدم “إطلالة بانورامية مذهلة” هي بلا شك واحدة من أعظم المشاهد في القوقاز. من هنا، يمكنكم التقاط صور تخطف الأنفاس للوديان العميقة وسلسلة الجبال الشاهقة. وللراغبين في جرعة من المغامرة الآمنة، تتوفر في الموقع فرصة “الطيران المظلي” فوق هذه المناظر الأسطورية.
متعة العائلة في الصيف والشتاء
جوداوري هي وجهة تعمل على مدار العام، ولكل فصل سحره الخاص:
- في الشتاء: تتحول جوداوري إلى “جنة عشاق الثلوج” ، وتصبح “أفضل وجهة للتزلج في جورجيا”. ما يميزها للعائلة الخليجية ليس التزلج الاحترافي، بل تجربة الثلج الأولى والآمنة للأطفال. يمتلئ المنتجع بـ “مسارات مهيأة للمبتدئين” ، ويضم “بنية تحتية شاملة” و”أنظمة مصاعد حديثة” تشمل عربات (Gondola) المغلقة. هذا يوفر بيئة “آمنة” ومخدومة بالكامل ، حيث يمكن للعائلة قضاء يوم كامل في اللعب بالثلج وركوب التلفريك براحة وأمان.
- في الصيف: عندما يذوب الثلج، تكشف السفوح عن غطاء أخضر كثيف. يصبح ركوب “التلفريك” تجربة ممتعة للاستمتاع بالهواء الجبلي النقي والمناظر الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى “رحلات المشي” (Hiking) في المسارات الجبلية المعتدلة.
رابعاً: بورجومي – واحة الاستجمام في أحضان الطبيعة البكر
في قلب جورجيا، تقع “بورجومي” (Borjomi) كـ “واحة للاسترخاء والطبيعة”. إنها مدينة السكينة والاستجمام، وهي الوجهة المثالية للعائلات التي تبحث عن الهدوء بين “غابات الصنوبر الكثيفة” ، وتشتهر عالمياً بـ “مياهها المعدنية” الطبيعية.
نزهة في قلب الطبيعة العلاجية
الجوهرة الحقيقية للمدينة هي “منتزه بورجومي المركزي” (Borjomi Central Park)، وهو “من أقدم وأجمل المتنزهات في جورجيا” و”يقع بين الجبال” في وادٍ خلاب.
عند دخولكم المنتزه، ستجدون “القبة الزجاجية الزرقاء” الشهيرة، والتي تضم الينبوع الرئيسي. هنا، يمكن للعائلات “تذوق مياه برجومي المعدنية الشهيرة” مباشرة من مصدرها الطبيعي. المنتزه بحد ذاته هو واحة هادئة ، يضم “مساحات خضراء واسعة” ، وجداول مائية صافية، وشلالاً صغيراً ، و”ملاعب للأطفال” ، كما يوفر “رحلات بالقوارب الصغيرة” في بحيرة هادئة.
من أبرز الأنشطة في المنتزه هو “ركوب تلفريك بورجومي” الصغير. ينطلق هذا التلفريك من مدخل الحديقة ليصعد بكم ببطء فوق أشجار الصنوبر الكثيفة، وصولاً إلى قمة التلة، ليكشف عن إطلالة بانورامية ساحرة على الوادي الأخضر والمدينة.
بورجومي هي وجهة الباحثين عن “الهدوء والخصوصية” ، والمكان المثالي لـ “هدوء الأعصاب والاسترخاء”. إنها الملاذ المثالي للعائلات التي ترغب في الابتعاد عن صخب المدن، والاستمتاع بـ “المسارات الطبيعية الرائعة” في “حديقة بورجومي خاراغولي الوطنية” المجاورة.
خامساً: متسخيتا – عبق التاريخ عند ملتقى النهرين
على بعد مسافة قصيرة من تبليسي، تقع “متسخيتا” (Mtskheta) ، العاصمة القديمة والقلب الروحي لجورجيا. هذه المدينة ليست مجرد معلم سياحي، بل هي مدينة “تجسد التاريخ العريق” بالكامل، وهي مدرجة بأكملها كموقع “تراث عالمي لليونسكو”.
مشهد التقاء النهرين الأيقوني: دير جفاري
أحد أروع المشاهد في جورجيا بأكملها ينتظركم في “دير جفاري” (Jvari Monastery). “يقع هذا الدير بشكل مهيب على قمة تل” يطل على المدينة.
قد لا يكون الدير، الذي يعود للقرن السادس ، كبيراً في حجمه، ولكنه يقدم “إطلالة بانورامية” خلابة لا مثيل لها. من هذا المرتفع، ستشاهد العائلة بأعينها “المشهد الأسطوري لالتقاء نهري متكفاري وأراغفي”. يظهر النهران بوضوح بلونين مختلفين وهما يمتزجان عند سفح التل في مدينة متسخيتا، وهو مشهد بديع يبقى في الذاكرة طويلاً.
جوهرة العمارة الجورجية: كاتدرائية سفيتي تسخوفيلي
في قلب المدينة القديمة، تقف “كاتدرائية سفيتي تسخوفيلي” (Svetitskhoveli Cathedral) كشاهد على عظمة التاريخ. إنها “جوهرة حقيقية” و”تحفة فنية من العمارة في العصور الوسطى”.
بالنسبة للعائلة، فإن التجربة لا تقتصر على عظمة المبنى، بل تشمل “التجول في ساحات المدينة القديمة” المحيطة بالكاتدرائية، والتي تعج بأسواق الهدايا التذكارية التقليدية. إن زيارة هذا “المَعلم التاريخي” هي بمثابة دخول متحف فني معماري مفتوح. ستنبهرون بـ “واجهة الكاتدرائية الرائعة المزينة بالنقوش المعقدة” وتفاصيل الحجارة المنحوتة بدقة، والتي تروي قصة “التراث الثقافي الجورجي” العريق.
جورجيا.. ذكرياتكم القادمة التي تفوق التوقعات
إن جورجيا هي الوجهة التي تقدم “كل شيء للجميع” للعائلة الخليجية. من “الطبيعة الساحرة” في بورجومي وجوداوري، إلى “الأجواء الأوروبية” الأنيقة في باتومي وتبليسي، ومن عبق التاريخ في متسخيتا إلى “الأمان” و”وفرة الأنشطة العائلية” في كل مكان.
إنها الوجهة التي تضمن لكم “أجواء محافظة” وراحة بال تامة، لتستمتعوا بكل دقيقة مع أحبائكم. جورجيا ليست مجرد إجازة، بل هي استثمار في ذكريات عائلية لا تُنسى. حان وقت حجز رحلتكم إلى جنة القوقاز الخضراء.



